إذا كان حارس المرمي في معظم الأحيان يمثل نصف الفريق .. فهو في بعض المباريات يكون الفريق بأكمله .. وما أكثر المباريات التي كان أشرف أبوالنور ـ حارس مرمي الزمالك ومنتخب مصر في السبعينات ـ يمثل الفريق بأكمله.
الكابتن أشرف أبوالنور يتذكر مشواره وتاريخه مع نادي الزمالك ويقول
في أول مباراة لعبتها مع الزمالك موسم 69/1970 أمام الاتحاد السكندري علي ملعبه استطعت التصدي لضربة جزاء بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة لترتفع روحي المعنوية طوال شوطي المباراة التي فزنا بها 1/صفر بهدف جميل لحمادة إمام لأكون بعد هذه المباراة الحارس الأساسي للزمالك في عام 1975
وكيف جاء انتقالك للزمالك؟
ـ بعد رحلتي مع النادي الإسماعيلي في نهائي بطولة أبطال الدوري الأفريقي عام 1969 وفوزنا علي فريق الإنجلبير 3/1 .. فضلت ترك الإسماعيلي والذهاب إما إلي الأهلي ـ الذي قدم لي عرضا عبارة عن ألف جنيه وشقة مفروشة بـ50 جنيها في الشهر ـ أو نادي الزمالك الذي قدم لي 500 جنيه فقط. ويستطرد قائلا: أذكر أنني حصلت علي الاستغناء من نادي الإسماعيلي بسبب كثرة جلوسي احتياطيا للكابتن حسن مختار .. ولأنني لعبت له دون مقابل بعد أن أهداني إليه الكابتن مشهور أحمد مشهور بمناسبة حصوله علي لقب الدوري العام لأول مرة في تاريخه.
ويضيف قائلا: ومع أن عرض الأهلي كان الأفضل .. فإنني فضلت الذهاب إلي الزمالك لأكثر من سبب منها أنني كنت زملكاويا وكان والدي ـ الذي كان سكرتيرا لنادي المصري ببورسعيد ـ زملكاويا أيضا، بالإضافة إلي أن حارس مرمي المصري في ذلك الوقت كان الكابتن ألدو الذي انضم للعب للزمالك ولأنني لم أكن أبحث عن الأموال ـ حيث كان أبي يصرف في بعض الأحيان علي النادي المصري ـ اخترت الانضمام للزمالك.
ويتذكر الكابتن أشرف أبوالنور تجربة خوضه اختبارات الزمالك ويقول: عندما اتخذت قراري باللعب للزمالك توقعت أن أجد منافسة شرسة من حراس المرمي الأساسيين .. ولكني لم أتوقع أن أدخل في منافسة مع 11 حارس مرمي دفعة واحدة .. فقد كان هناك سمير محمد علي وعبدالحميد شاهين وسيد عبدالله وسمير شفيق وهشام عزمي وآخرون تم تصفيتهم جميعا ولم يتبق معي سوي سمير محمد علي وهشام عزمي.
أما المباراة التي لا ينساها من لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك فهي مباراة انتهت بالتعادل 1/1 وكان هو النجم الأول فيها الأمر الذي دفع مشجعة أهلاوية إلي منحه مكافأة خاصة قدرها 200 جنيه، حيث أوقف زوجها أوتوبيس الفريق في الطريق العام بسيارته الـ1300 الزرقاء ليطلب مقابلتي، ولم يوافق الكابتن نور الدالي علي نزولي من الأوتوبيس إلا برفقة زميلي محمد توفيق الملقب بالوحش لحمايتي خوفا من أي اعتداء .. فإذا بالرجل وزوجته يقدمان لي المبلغ.
وأذكر أن هذه السيدة قالت لي: هذا المبلغ مكافأة مني نظير بطولتك في المباراة. أما ألقابه فأهمها: أشرف الإسكندراني مع أنه بورسعيدي، وذلك لتفوقه الدائم في مباريات الزمالك التي تقام بالإسكندرية أمام فرقها المختلفة .. أما اللقب الذي يعتز به فهو: خورشيد الجديد وحصل عليه بعد أن لعب مباراة أمام غزل المحلة موسم 72/1973 وتعرض خلالها لكسر في الترقوة مما جعل الكابتن خورشيد ينزل الملعب ويمسك بيده ليقول له: إنت خليفتي الجديد بالملاعب .. وقد حصل أشرف أبوالنور في هذا الموسم علي لقب أفضل حارس مرمي في استفتاء جريدة المساء، بالإضافة إلي أنه كان ضمن منتخب مصر الوطني طوال فترة لعبه للزمالك التي لم تستمر إلا خمسة مواسم متصلة فقط من عام 1969 إلي عام 1975
ويعترف أشرف أبوالنور بأنه لم يأخذ شهرته الحقيقية في مصر بسبب انتقاله للعب في الإمارات بعد أن دفع الأمير مانع المكتوم رئيس نادي النصر بدبي لنادي الزمالك 75 ألف دولار ليلعب للنصر، ويقول: أقمت بدولة الإمارات العربية لمدة 25 سنة كاملة كنت في بدايتها لاعبا ثم مدربا بعد صدور قرار بعدم الاستعانة بلاعبين أجانب في الدوري الإماراتي، مع أنني حصلت علي الجنسية الإماراتية المؤقتة لألعب لمنتخب الإمارات العسكري.
ويضيف: بعد قرار منع اللاعبين الأجانب .. أقام رئيس النادي مباراة تكريم وحملني مسئولية تدريب الفريق ومن أجل ذلك تحمل النادي مصاريف رحلاتي الأوروبية للحصول علي الدورات التدريبية في مدرسة ليفربول الإنجليزية ثم الأرسنال ثم مدرسة شمايكل بالدنمارك، وكنت أعيش معهم مدة المعسكر التدريبي بأكمله، والتي لا تقل عن الـ45 يوما، وقد استهوتني المدرسة الألمانية، واستطعت الإلمام بها عن طريق الكتب والشرائط التعليمية.
وعن العودة إلي القاهرة يقول: بعد عدة مواسم بالإمارات حققت خلالها لنادي النصر أكثر من بطولة .. عدت إلي مصر لأتحمل مسئولية تدريب حراس مرمي منتخب مصر الأوليمبي، ثم منتخب الناشئين، وحاليا أقوم بالعمل مع الكابتن حلمي طولان في فريق حرس الحدود.
ويختتم الكابتن أشرف أبوالنور ذكرياته قائلا: هناك أشياء كثيرة تآكلت مع الأيام ومنها الكرة الجميلة، ولكن الصداقات ستظل هي الباقية، فلا أحد من جيل السبعينات بالزمالك ينسي شلة الأنس والفكاهة والتي لم تكن تتوقف عن الضحك واستعادة المواقف الفكاهية .. وكنا في تلك الشلة لا نفترق إلا عندما نذهب إلي منازلنا للنوم .. وكان ضمن أعضائها حسن شحاتة وطه بصري ومحمود الخواجة وفاروق جعفر وغانم سلطان وفاروق السيد وعمر النور وسمير محمد علي، وكل هؤلاء مازالوا يجتمعون إلي الآن ويتذكرون أيام الفن الجميل ومدرسة الزمالك للفن والهندسة..!